الله، وكما فُعل مع العباس عم
النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم.
وقد رد الصوفية مدافعين عن أنفسهم منذ
ظهرت هذه المقولات عند الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه في العالم الإسلامي،
وتركزت ردودهم على تفنيد ما يزعمه الوهابيون من أن تعظيم الصوفية للصالحين أو
لأضرحتهم أو توسلهم بهم إلى الله لا يعني الشرك، ولا علاقة له بما كان يفعله أهل
الجاهلية.
فهذا الشيخ القباني يخاطب الشيخ ابن عبد الوهاب قائلا: (فهل
سمعت عن أحد من المستغيثين أنه يعتقد في الرسول a، أو في الولي المستغاث به أنه إله مع الله تعالى يضر
وينفع، ويشفع بذاته كما يعتقد المشركون فيمن عبدوه..)[1]
ويذكر (الحداد) عن أتباعه أنهم (مهما عظموا الأنبياء والأولياء، فإنهم لا
يعتقدون فيهم ما يعتقدون في جناب الحق تبارك وتعالى من الخلق الحقيقي التام العام،
وإنما يعتقدون الوجاهة لهم عند الله في أمر جزئي، وينسبونه لهم مجازاً، ويعتقدون
أن الأصل والفعل لله سبحانه)[2]
ويقرر (دحلان) ما قرره سائر المسلمون في جميع
العصور قبل مجيئ الوهابية، وهو أن الشرك في حقيقته ليس سوى اعتقاد التأثير لغير
الله، وليس هناك مسلم يعتقد التأثير لغير الله، يقول في ذلك: (فالذي يوقع في الإشراك هو اعتقاد ألوهية غير
الله سبحانه، أو اعتقاد التأثير لغير الله.. ولا يعتقد أحد من المسلمين ألوهية غير
الله تعالى، ولا تأثير أحد سوى الله تعالى)[3]
[1] نقلا عن: الشيخ عبد العزيز بن محمد بن علي
العبد اللطيف، دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد
الوهاب عرض ونقض، ص233.