ثم علق عليها بقوله: (في هذه
الأبيات يُصرِّح البرعي بإستغاثته بالرسول k ويشركه
مع الله في الدعاء والإستغاثه، وهذا من الشرك الأكبر الذي يُخرج صاحبه من المِلَّة؛
لأنّ الله - سبحانه وتعالى - نَهى عن دعاء غيره فقال جلَّ وعلا: ﴿ وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا
تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا﴾ [الجن: 18])[1]
بل إنه يتهمه بأنه أعظم شركا من
مشركي قريش أنفسهم، بسبب قوله:
إليك رسول الله أشكو مصائباً
فأنت رجائي في الخطوب وعمدتي
وأنت لنا غوث وعون وملجاء
وأنت لمرضانا شفاء ورحمة
فقد علق على هذه الأبيات بقوله:
(وهذا من أعظم
المحاداة لله والإشراك به، لأن الله -سبحانه وتعالى- أخبر أنه هو وحده الذي يجيب
دعوة المُضطر.. بل
إنّ هذا الشرك الذي وقع فيه البرعي وأمر به ودعا إليه، ما كان يفعله مشركو مكة؛ لأنهم
كانوا إذا أصابتهم شِدَّة لجأوا إلى الله وحده ونسوا كل ما سواه.. فإذا علمت أن
مشركي مكة كانوا لا يلجؤون في الشدائد إلا إلى الله، تبيَّن لك أن شرك عبدالرحيم
البرعي أعظم من شركهم واشدّ، وأن البرعي من أكثر الناس وأعظمهم محاربة لتوحيد رب
العالمين ومعاداة له، وأن أساس دعوته ولُبُّها هو الإشراك بالله وهدم التوحيد
والدين الصحيح نسأل الله العافية)[2]
هذا مجرد
مثال عن موقف السلفية من أبيات شعر بسيطة يخاطب فيها الشاعر بشوق رسول الله k باعتباره ولي أمره الأول، وأنه أولى به من نفسه..
ولكن السلفية لا يعجبهم هذا، لأنهم لا يريدون لرسول الله k
أن يزاحم شيوخهم وسلفهم الذين