بالتكفير والقتال، بل عند
قوله: ﴿فَلا تَدْعُو مَعَ اللَّهِ
أَحَداً﴾ [الجن: 18]، وعند قوله: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ
يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ [الإسراء: 57]، وقوله: ﴿لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ
وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَجِيبُونَ لَهُمْ بِشَيْءٍ﴾ [الرعد: 14])[1]
ويقول في بعض رسائلهِ
الشخصية: (وأعجب من ذلك: ما رأيت، وسمعت، ممن يدعى أنه أعلم الناس، ويفسر القرآن
ويشرح الحديث بمجلدات، ثم يشرح البردة، ويستحسنها، ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث
أنه شرك! ويموت ما عرف ما خرج من رأسه! هذا هو العجب العجاب، أعجب بكثير من ناس لا
كتاب لهم، ولا يعرفون جنة، ولا نارا، ولا رسولا، ولا إلها؛ وأما كون لا إله إلا
الله، تجمع الدين كله، وإخراج من قالها من النار، إذا كان في قلبه أدنى مثقال ذرة،
فلا إشكال في ذلك)[2]
وهذا النص واضح في تكفيره
للعلماء الذين قبلوا البردة أو شرحوها.. وكأنه يقول لهم: لن تغني عنكم كل علومكم
وتصانيفكم ما دمتم استحسنتم البردة أو شرحتموها.
وهكذا قال علامتهم المجدد عبد
الرحمن بن حسن في قول البوصيري:
يا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به
سِوَاكَ عِندَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ
ولَن يَضِيقَ رسولَ اللهِ جاهُكَ بي
اذا الكريمُ تَجَلَّى باسمِ مُنتَقِمِ
فقد علق على هذه الأبيات
بقوله: (فناقضوا الرسول k في
ارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقشة، وشاقوا الله ورسوله أعظم مشاقة، وذلك أن الشيطان
أظهر لهم هذا الشرك العظيم، في قالب محبة النبي k وتعظيمه.
وأظهر لهم التوحيد والإخلاص، الذي بعثه الله به في قالب تنقصه. وهؤلاء المشركون هم
المتنقصون الناقصون، أفرطوا فى تعظيمه بما نهاهم عنه أشد النهي، وفرطوا في متابعته.
فلم يعبؤوا بأقواله وأفعاله، ولارضوا