الفلاسفة، فقد كان المنهج
الأسهل لذلك هو التعبير الشاعري عنها.
ذلك أنه بناء على صعوبة التعبير عن
المعاني الوجدانية التي يتحقق بها السالك، فإنه يلجأ إلى اللغة الرمزية أو
القصصية أو الشعرية، كما فعل أكثر العرفاء المسلمون كابن الفارض وجلال الدين
الرومي والأمير عبد القادر، والشيخ ابن عليوة، والشيخ أبو العزائم، وغيرهم من
مشايخ الصوفية.
ومن الأمثلة على ذلك توظيفهم
لاسم ليلى كتعبير رمزي للذات الإلهية، كما قال الشيخ ابن عليوة في موشحة المشهور
والذي لا يزال تردد في الحضرات الصوفية (دنوت من حي ليلى)[1]:
دنوت من حي ليلى
يا له من صوت يحلو
رضت عني جذبتني
أنستني خاطبتني
قربت ذاتها مني
أدهشتني تيهتنـــــي
لما سمعت نداها
أودُّ لا يتناهى
أدخلتني لحماها
أجلستني بحذاها
رفعت عني رداها
حيرتني في بهاهـا
وليلي عنده ــ كما هي عند
غيره من الصوفية ــ رمز للذات المقدسة، وكأن العاشق هو قيس ليصور لنا تعلقه وهيامه
بها، بحيث يستحضر القارئ أو المستمع صورة (قيس) ذلك العاشق الولهان.
وقد نجح الشيخ ابن عليوة في نقل هذه المعاني الحسية
من الغزل العادي إلى الغزل الإلهي، بحيث أضحت معاني روحية صرفة، فحب ليلى هو رمز
الحضرة الإلهية،