وباعتبار هذا المعنى كان أصدق كلمة قالها الشاعر، كما ورد في
الحديث كلمة لبيد[1]: ألا كل شيء ما خلا الله
باطل[2].
ومن هذا الباب جاءت أسماء
الله تعالى التي نص عليها قوله تعالى: ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ
بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [الحديد: 3]
فالتأمل في المعاني العميقة
التي تحملها هذه الأسماء يلبس الأشياء جميعا ثوب العدم، ليبقى الحق وحده هو
المتفرد بالوجودالحقيقي.
وقد قال سيد قطب مبينا عمق المعاني التي تدل
عليها هذه الأسماء الحسنى:(وما يكاد يفيق من تصور هذه الحقيقة الضخمة التي تملأ
الكيان البشري وتفيض، حتى تطالعه
[1] وقد ورد الحديث بصيغ مختلفة منها أشعر كلمة
تكلمت بها العرب، وفي رواية أصدق كلمة قالها شاعر، وفي أخرى أصدق بيت قاله الشاعر،
وفي أخرى أصدق بيت قالته الشعراء، وفي أخرى أصدق كلمة قالتها العرب.