وبقية الطوائف الاسلامية
المعتدلة من خالف الاصول عمدا أو أنكر المعروف من الدين بالضرورة وإن تطرف أو غالى،
ربما كان فيهم المقصرون، أو المخطئون، أو العصاة، وهذا لا يحرمهم من الدين ولا
يسحب عليهم حكم الفرق الكافرة، فبعض الفرق أشد غلوا وانحرافا وتطرفا وانجرافا، ومع
هذا فهى مسلمة، فالمعصية شيء، والردة والزندقة والشرك والكفر شيء آخر)[1]
بناء على هذا سنحاول في هذا
الفصل أن نثبت بالأدلة القطعية تكفير السلفية للصوفية تكفيرا مطلقا أو تكفيرا
معينا.
أولا ـ التكفير المطلق:
يضع السلفية
الكثير من نواقض الإيمان المرتبطة بالتصوف، منها ما يرتبط بالعقائد والتصورات،
ومنها ما يرتبط ببعض السلوكات العملية التي يدرجها السلفية ضمن نواقض توحيد
الألوهية، وقد استقرأنا أقوالهم في ذلك ابتداء من السلف الأول إلى اليوم، فوجدنا
أنه يمكن تصنيفها إلى أربعة نواقض كبرى:
1 ـ تهمة
التنزيه المطلق للحضرة الإلهية: فالسلفية يتهمون الصوفية بالقول بوحدة الوجود بمعناها
الفلسفي الذي يجعل من الخالق والمخلوق شيئا واحدا، أو وحدة الموجود ـ كما يعبر
بعضهم ـ أو تنزيه الله عن أن يوجد معه غيره كما يمكن أن يعبر..
2 ـ تهمة
المواجيد والأشواق الروحية: أو وحدة الشهود والفناء والحلول والاتحاد.
3 ـ تهمة
تعظيم الحضرة النبوية: بالتوسل والاستغاثة بها، وكتابة القصائد والزيارات والاحتفال
بالمناسبات المختلفة..