ذكر الهروي فيها الفناء
بقوله: (هذا لسان كفر ظاهر، ما كان أغنى ابن القيم عن الاعتذار لأصحابه بغياب
العقل وفقد الإدراك والتمييز مع هذا الكلام، قد كان حسبه أن يشير إلى فساد هذا الكلام
وبطلانه، ثم الله أعلم بأحوال هؤلاء)[1]
وعلق حامد الفقي فقال: (وهل
في شرع الرسالة الموحى بها من عند ربنا الرحمن الرحيم هذا الفناء وما يستلزمه
ويفضي إليه ويناسبه؟ غفر الله للشيخ الإمام ابن القيم فقد أجهد نفسه كثيرا جدا ـ
بقلب سليم ـ في محاولة غسل أوضار الصوفية فهل بلغ غايته ونجح في مقصده؟)
بل إن تكفير
السلفية للهروي يكاد يتعدى إلى ابن القيم نفسه الذي شرح كتابه، وسكت عن الكثير من
المكفرات التي يعتبر السلفية الساكت عنها أو المقر لها كافرا، ولهذا نرى السلفية
المحدثين يحذرون من كتاب مدارج السالكين، ويطلبون أن يقرأ بدله تهذيبه[2]، بل فيهم من حاول أن ينفي نسبة الكتاب
لابن القيم لتضمنه الكثير من المكفرات..
ولذلك يمكن
القول أنه ـ لولا التقية التي يمارسها السلفية في حق ابن تيمية وتلاميذه ـ لصرحوا
بكفر صاحب المدارج، كما صرحوا بكفر صاحب المنازل، لأنه لا فرق بينهما، ومن يطالع
تعليقات الشيخ محمد حامد الفقي على المدارج، يستطيع أن يستنبط الكثير من وجوه
تكفير السلفية لابن القيم.. ولكنهم لو صرحوا بكفره لانهدت
[2] وقد سئل بعض أعلام السلفية
المعاصرين: (ما رأي فضيلتكم في كتاب مدارج السالكين، حيث سمعت التحذير منه؟)،
فأجاب: (كتاب: مدارج السالكين ـ غني عن التعريف، وفوائده جمة في بابه، ومع ذلك
فإنه لا يخلو من بعض الملاحظات، بسبب المشرب الصوفي لمؤلف المنازل نفسها، شيخ
الإسلام الهروي وليس هذا مجال لتفصيل ذلك، وقد قام غير واحد بتهذيب الكتاب، فلو
رجع السائل لأحد هذه التهذيبات لكان أنفع له، كتهذيب عبد المنعم صالح العزي) انظر
موقع الفتاوى في شبكة أسلام ويب.