[1]، والبهوتي ومؤلفاته لها مكانتها ومنـزلتها عند علماء
نجد آنذاك)[2]
والنتيجة التي خلص إليها من خلال
التحقيق التاريخي في منطقة نجد ـ مع أنها أقل تأثرا بالتصوف على خلاف سائر
الحنابلة في المناطق الأخرى من العالم الإسلامي ـ عبر عنها بقوله: (مهما يكن فإن
التصوف المحدث، وما يشتمله من عبادات مبتدعة، وأذكار غير مشروعة، وغلو في الأولياء
ونحوهم، والافتتان بالقبور، وسائر البدع المتنوعة.. إن ذلك ليظهر على عموم الناس،
بخلاف الأثر الكلامي النظري، فقد لا يظهر إلا على خاصة الناس من العلماء وأشباههم.
وهذا ما نلمسه في واقع نجد، فإن رسوم التصوف وشطحاته تلحظ من خلال معلومات متفرقة
سواءً في رسائل العلماء وتقريراتهم، أو كتب التراجم والتاريخ، والأشعار
والمنظومات)[3]
وهذا يدل على أن الواقع الحنبلي
في فترات تاريخية كثيرة كان لا يختلف في قليل أو كثير عن واقع سائر المذاهب
الإسلامية.. وما دام التكفير السلفي قد شملها بسبب هذا، فإنه لم يغادر الحنابلة
أيضا على عكس ما يتصور الكثير.
وقد أورد د. عبدالعزيز بن محمد بن علي
آل عبداللطيف الكثير من النصوص والرسائل التي تدل على تكفير الوهابية للحنابلة في
ذلك العصر وما قبله من العصور، اللهم إلا من حافظ على منهج السلف منهم، وما أقلهم.
ومن تلك النصوص قول الشيخ عبدالوهاب والد
الشيخ ابن عبد الوهاب ـ: (واعلموا أن أهل حرمة وأضرابهم الذين اتبعوا هذا الشيطان،
اتباع كل ناعق، وأن من
[1] انظر: رسالة ،المسائل العقدية التي خالف
فيها بعض فقهاء الحنابلة إمام المذهب – كتاب كشاف
القناع أنموذجاً-، لحمود السلامة، رسالة ماجستير- غير منشورة – جامعة الملك سعود.
[2] مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل
الدعوة الإصلاحية، ص56.
[3] مسائل الاعتقاد عند علماء نجد قبل
الدعوة الإصلاحية، ص56.