قسما محترما منهم، أما أولهما
فيرتبط بالمنزهة من الحنابلة، وتكفير السلفية لهم بتهمة التعطيل والتجهم، وأما
الثاني، فيرتبط بالصوفية أو من يتبركون بالقبور ونحوها، وهم ممن يطلق عليهم
السلفية لقب القبورية، ويتهمونهم بالشرك الجلي.
وقبل ذلك أسوق نصا مهما من رجل
تربي بين الحنابلة، وفي المدرسة الوهابية، وهو أدرى بها، وبأقسامها، وهو الشيخ حسن
بن فرحان المالكي، وذلك في كتابه المهم [نصيحة لشباب المسلمين في كشف غلو العلماء
المعاصرين في المملكة العربية السعودية]، والذي ذكر فيه الكثير من نماذج تكفير
كبار علماء السعودية للمسلمين، وغلوهم في ذلك.
وقد احتاج في مقدمة كتابه أن
يوضح معنى كلمة علماء السعودية، ومذاهبهم، ويعنينا من كلامه مدى ارتباطهم بالمذهب
الحنبلي، فقد قال تحت عنوان [القيد السابع: علماء في (عقائد الحنبلية) فقط]: (كان
هذا القيد ضرورياً وعلمياً أكثر من القيود السابقة، وهذه القيود تأتي فائدتها
عندما نرى أنها من أكبر عوامل الوحدة وأقوى محفزات التواضع والهدوء والعلمية، فقد
سبق أن ذكرنا أن لقب (أهل السنة) لقب استحوذ عليه مذهبان (الأشاعرة والحنابلة)،
فهذا ما لا ينكره علماء المملكة.. كما أن (لقب السلفية) محل تنازع في التفسير لا
في الاسم.. وعلماء المملكة لا يدعون أنهم أشاعرة في العقيدة، بل هم يذمون
الأشاعرة ويبدعونهم ويعدونهم من الفرق الهالكة يوم القيامة، ولا يستطيعون إثبات أن
تلك التفصيلات العقدية كان يعتقدها (السلف) من الصحابة وكبار التابعين، فما بقي
إلا كونهم (حنابلة) فهنا يقل النزاع... ويسلم خصومهم من أهل السنة الآخرين..
ويستطيعون أن ينسبوا لأحمد بن حنبل ماعجزوا عن نسبته إلى السلف من الصحابة
والتابعين.. إذن فهم (حنابلة في الأصل، رغم أنهم منتسبون إلى الألقاب