لظهورها، وسيكتشف في كل كتاب
منها من النصوص ما يضع صاحبه في سجلات التكفير السلفية الضخمة.
مدرسة الحنابلة:
قد يتصور البعض ممن لا يعرف
تاريخ المدارس الفقهية، ولم يطلع على تراثها وأعلامها أن الحنابلة شيء واحد، وأنهم
مدرسة ممتدة من أحمد بن حنبل بل من قبله من أهل الحديث إلى عصرنا الحالي، وهذا خطأ
جسيم.. لأن الحنابلة كسائر المذاهب الفقهية كان فيها الكثير من الصوفية ـ الذين
يكفرهم السلفية لتصوفهم ـ وكان فيهم الكثير من المؤولة والمفوضة ـ الذين يكفرهم
السلفية لتجهمهم وتعطيلهم ـ وكان فيهم الكثيرمن الذين يمتلئ تاريخهم بمحبة الصالحين
والتبرك بقبورهم، ممن يسميهم السلفية قبورية ومشركين.
ومن أقوى الأدلة على ذلك أن ابن
عبد الوهاب كفر الحنابلة المعاصرين له، بل المساكنين له في نجد بسبب رميه لهم
بالقبورية والشرك الأكبر، وقد سبق ذكر بعض النماذج على ذلك.
بل حتى أحمد بن حنبل نفسه، نجد
له صورتين: صورة سلفية هي التي يعظمونها، ويقدرونها، ويلصقون بها كل تجسيم ونصب..
وصورة أخرى نجدها عند الفريق الآخر من الحنابلة تمثله ورعا تقيا عفيفا منزها.
ونحن لا يعنينا أي صورتين هي
الصحيحة.. لأن الأمر فوق الأشخاص، وإنما يعنينا هنا أن نبحث في شمولية التكفير
السلفي للأمة جميعا، بما فيها فريق كبير محترم من الحنابلة.
وحتى لا نقع في أي جدال مع أي
طرف حول ما يصح وما لا يصح في تاريخ أي شخص، وما روي عنه، فسأكتفي هنا بنموذجين
للتكفير السلفي للحنابلة، وكلاهما يمثل