وَنَحْنُ
أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ﴾ [ق 16]، وغيرها من الآيات
الكريمة.
وقد ذكر ابن
عبد البر (ت 463 هـ) وهو من أئمة السلفية المعتبرين في العقائد مخالفة الأمة جميعا
لهم في هذا، فقال ـ بعد ذكر حديث النزول: (وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء
على عرشه من فوق سبع سموات كما قالت الجماعة وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية
في قولهم إن الله عز وجل في كل مكان وليس على العرش)[1]، وقال: (أهل السنة مجمعون على الإقرار
بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على
المجاز، إلا انهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يحدون فيه صفة محصورة وأما أهل البدع
والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج فكلهم ينكرها ولا يحمل شيئا منها على الحقيقة، ويزعمون
أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون
بما نطق به كتاب الله وسنة رسوله وهم أئمة الجماعة والحمد لله)[2]
وهم لا
يكتفون بنقل الإجماع على المسألة، وعدم اعتبار من ورد عنه خلافها، وهم أكثر
الأمة، بل يضيفون إلى ذلك ما شاءت لهم عدوانيتهم من التصريحات التكفيرية التي لا
تحتمل أي مجال للتأويل.
ومن أمثلتها
قول ابن خزيمة (ت 311 هـ): (من لم يقل بأن الله فوق سمواته، وأنه على عرشه، بائن
من خلقه، وجب أن يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه، ثم ألقي على مزبلة لئلا يتأذى
بنتن ريحه أهل القبلة ولا أهل الذمة)، وقال: (من لم يقر بأن الله على عرشه قد
استوى، فوق سبع سمواته فهو كافر حلال الدم، وكان ماله فيئا)[3]