وزالت تلك الظلمات، ثم انتصرت
له أتباع لم يرفع الله تعالى لهم رأساً، ولم يظهر لهم جاهاً ولا بأساً بل ضربت
عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون)[1]
ومنهم المحدث محمد بن
عبدالرؤوف المناوي الشافعي (المتوفى 1031 هـ) صاحب (فيض القدير شرح الجامع الصغير) الذي
يعتبر مرجعا كبيرا في شرح الحديث وتخريجه، والسلفية ـ وخصوصا الألباني ـ يرجعون
إليه كثيرا، وإن كانوا يكفرون صاحبه.
بل إنه هو نفسه يكفرهم، فقد
قال في شرح حديث (أبى الله أن يقبل عمل صاحب بدعة حتى يدع بدعته): (والكلام كله في
مبتدع لا يكفر ببدعته، أما من كفـر بها، كمنكر العلم بالجزئيات، وزاعم التجسيم أو
الجهة أو الكون، أو الاتصال بالعالم أو الانفصال عنه، فلا يوصف عمله بقبول ولا ردّ
لأنه أحقر من ذلك)[2]، وهذا النص وحده كاف في
تكفيره لهم، وتكفيرهم له.
ومنهم المحدث الشيخ محمد بن علي
الصديقي المكي الشافعي (المتوفى 1057 هـ صاحب (المبرد المبكي في الردّ على الصارم المنكي)، في الرد
على كتاب ابن عبدالهادي تلميذ ابن تيمية، والذي يعتمد عليه السلفية في مناقب
شيخهم.. والكتاب وحده كاف في الدلالة على تكفيره بمعاييرهم المختلفة: التجهم
والتعطيل والقبورية وغيرها.
ومنهم الشيخ شهاب الدين أحمد
بن محمد الخفاجي المصري، (المتوفى 1069 هـ) صاحب (نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض)،
فقد قال في فصل عقده لزيارة قبره k: (وزيارة قبره سنة مأثورة
مستحبة مجمع عليها، أي على كونها سنة، ولا