مطالعتي
لمصادرهم أي كلام تكفيري يرتبط بأسماء الله الحسنى، أو الحقائق العقدية الضرورية،
باعتبار كل المدارس الإسلامية تؤمن بذلك، وهم لا يهتمون بإيمان الأمة، وإنما
يهتمون بإيمان الطائفة.. ولذلك احتقروا وتساهلوا فيما يسمونه توحيد الربوبية،
وعظموا ما يسمونه توحيد الألوهية والأسماء والصفات، باعتبارها المداخل الكبرى
للحكم على الأمة بالشرك والكفر.
بناء على هذا
فسأكتفي هنا بثلاث قضايا كبرى تم بموجبها تكفير كل المدارس العقدية التنزيهية
للأمة: أولها، ما يسميه السلفية العلو، أو الجهة، أو المكان، والثاني: تعطيل
الصفات، والثالث: القول بخلق القرآن.
فكتب السلفية
جميعا التي يعتبرونها مصادرهم العقدية، تمتلئ بتكفير كل من يخالفهم في هذه
المسائل الثلاث، كما سنرى.
وقد أشار ابن
تيمية إلى هذا عندما ذكر موضع النزاع بين أهل الحديث، وبين سائر المتكلمين، فقال:(..إن
أمهاتِ المسائل التى خالف فيها متأخرو المتكلمين ممن ينتحل مذهب مذهب الأشعرى لأهل
الحديث ثلاثُ مسائل: وصفُ الله بالعلو على العرش، ومسألة القرآن، ومسألة تأويل
الصفات)[1]
وسنتحدث هنا عن
هذه القضايا بحسب الترتيب الذي ذكره ابن تيمية.
1 ـ نفي الجهة والمكان:
يعتبر
السلفية تحديد [جهة الله] من أعظم المسائل العقدية، ولهذا يقومون بامتحان الناس
على أساسها، فمن أثبت الجهة اعتبروه مؤمنا وموحدا وسنيا وسلفيا، ومن خالفهم فيها
اعتبروه جهميا ومعطلا وكافرا وملحدا.