ثم قال ردا على سلفية عصره:
(وأرجو أن تعذرني فقد أهاج حفيظتنا واستثار الكامن منا ما نراه الآن من أولئك
الزعانف الذين يدعون الاجتهاد وقد رددوا صدى مقال إمامهم ابن تيمية، وأكثروا من
ذكر الكتاب والسنة وهو أبعد الناس عنهما وأخلاهم منهما.
فرقـة تدعـي الحديـث ولكـن
لا يكـادون يفقهـون حديثـا
ولو عقلوا لعلموا أنهم من
مقلدة ابن تيمية على غير هدى ولا بصيرة، فهم أعظم الناس جهلاً، وأكبرهم دعوى،
يعادون المسلمين، ويكفرون المؤمنين، ولا غروا فقد كفّر أسلافهم من الخوارج عليّ بن
أبي طالب رضي الله عنه، واعترض جدهم الأعلى ذو الخويصرة على النبي k)[2]
وهذا النص وحده يكفي
لتكفيره.. بل وتكفير آبائه وأجداده وكل من يتصل به.
ومن أعلام المالكية الكبار
الذين يشملهم التكفير السلفي العلامة الحافظ الشيخ أبي الفيض أحمد بن محمد بن
الصديق الغماري الحسني (المتوفى 1380 هـ) الذي لم تشفع له حصانته التي اكتسبها من
علم الحديث، وكونه من أعلامه الكبار في هذا العصر.. فقد ألف السلفية في شأنه وشأن
تكفيره الكثير من الكتب والرسائل باعتباره جهميا قبوريا حلوليا صوفيا رافضيا..
وغيرها من الألقاب.
بالإضافة إلى ذلك عداؤه
الشديد لابن تيمية وأهل الحديث، فقد كان ينتقده في كل محل، ومن أقواله فيه قوله في
(البرهـان الجـلي
): (بل بلغت
العداوة من ابن تيمية إلى درجة المكابرة وانكار المحسوس فصرّح بكل جرأة ووقاحة
ولؤم ونذالة ونفاق
[1]
السلفية المعاصرة إلى أين ؟ ، محمد
زكي إبراهيم، ص 88.
[2]
السلفية المعاصرة إلى أين ؟ ، محمد
زكي إبراهيم، ص 88.