بالإضافة إلى ذلك البعد
الصوفي الذي دخل المذاهب الإسلامية جميعا، وخصوصا المذهب المالكي الذي كان الكثير
من أعلامه الكبار مشايخ للطرق الصوفية، كابن عطاء الله السكندري وغيره.. وهم لذلك
يعتبرون عند السلفية حلولية وقبورية بالإضافة إلى تجهمهم وتعطيلهم.
لكن البعض قد يجادلنا بأن
السلفية يثنون على الكثير من أعلام المالكية، بل ويستدلون بهم في مواجهة البدع،
والتحريفات التي أدخلها الخلف على الدين، ومنهم وعلى رأسهم إبراهيم بن موسى بن
محمد اللخمي الغرناطي الشهير بالشاطبي (المتوفى: 790هـ)، ذلك الذي يسبحون بكتابه
[الاعتصام] صباح مساء، وعلى أساسه يبدعون الطرق الصوفية، والكثير من السلوكات
العادية للمسلمين.
حتى أن الشيخ الفوزان سئل في
بعض دروسه: (أحسن الله اليكم ما رأيكم بكتاب الاعتصام للإمام الشاطبي وكذلك كتابه
الموافقات؟)، فأجاب بقوله: (ما مثلي يحكم على كتاب الاعتصام والموافقات، الامام
الشاطبي امام جليل وإمام تقدره العلماء ويرجعون إلى كتابيه الاعتصام والموافقات، يرجعون
إليهما ويستفيدون منهما فلا مجال للتهويل في شأن الكتابين او السؤال عن الشاطبي او
كتابيه فإن هذا معروف عن العلماء والأئمة وهما مرجعان عظيمان لأهل العلم)[1]
وهذا الكلام نوع من الاحتيال
على الحقيقة التي يؤمن بها الفوزان نفسه، والأمر فيه مثل الأمر في ابن حجر، وقد
رأينا أنهم يكفرونه، ولكن لا يصرحون بذلك، لمصلحة لهم فيه.