أن يجلس كما يجلس البشر، وأن
العلماء الصادقين من عهد الصحابة يفسرون هذا بتفسير لا يتفق مع المكان، ولا يمكن
أن تفسر الأيام الستة بأيامنا هذه، لأن أيامنا ناشئة من دوران الأرض حول الشمس إلا
أن تفسر بمقدارها لا بحقيقتها، ولا نرى موافقة الشيخ في الخوض في هذه الأمور،
ونباب الموعظة وبيان الحقائق الإسلامية التكليفية متسع، والله تعالى هو الموفق
والهادي إلى سواء السبيل ) [1]
وهذا النص وحده كاف لإدانته
السلفية ورميه بكل الموبقات التي رموا بها الجهمية والمعطلة.
المدرسة المالكية:
على الرغم من ثناء ابن تيمية
والكثير من السلفية على المدرسة المالكية، واعتبارها مدرسة سلفية، فإن هذا الثناء
ـ عند التأمل فيه ـ نجده بلا معنى، بل نجده نوعا من الاحتيال والتلاعب.
ونحن لن نناقشهم هنا في صاحب
المذهب نفسه، لأن لهم روايات ترتبط به تجعله سلفيا كسائر سلفيتهم.. وللمالكية
روايات أخرى تجعله جهميا عند أهل الحديث، وتضع له من الصفات ما يتناقض مع الرؤية
السلفية تماما.
وهذا المحل ليس محل مناقشة
أمثال هذه المسائل، لأن مرادنا هو المدرسة التي تشمل مئات بل آلاف الفقهاء الذين
توزعوا في التاريخ والجغرافيا لفترات طويلة، ولأماكن كثيرة.
وكلهم ـ إن لم نقل أكثرهم ـ
كان يقول بما تقول به الأشاعرة من التأويل أو التفويض، ولا يعتقد بالجهة، ويقول
بأن الحرف والصوت مخلوق، وغير ذلك من