قدس الله روحه - ورسائل بنيه
فإنها كفيلة بتبيين جميع هذه الشبه جداً كما سيمر)[1]
وقد أشرنا سابقا إلى ما تحويه
تلك الكتب من تكفير مطلق ومعين لكل الناس، وحتى الموالين الذين يترددون حكموا
عليهم بالكفر.
ثم بين أن إطلاق الكفر على أوصاف
معينة كاف بمفرده للتعيين من دون حاجة لتسمية كل شخص، فقال: (أش ومن له أدنى معرفة إذا رأى حال الناس اليوم ونظر
إلى اعتقاد المشايخ المذكورين تحير جداً ولا حول ولا قوة إلا بالله وذلك أن بعض من
أشرنا إليه بحثته عن هذه المسألة فقال: نقول لأهل هذه القباب الذين يعبدونها ومن
فيها فعلك هذا شرك وليس هو بمشرك، فانظر ترى واحمد ربك واسأله العافية، فإن هذا
الجواب من بعض أجوبة العراقي [يقصد داود بن جرجيس الذي رد عليه الشيخ
عبد اللطيف في كتابه منهاج التأسيس والتقديس في كشف شبهات داود بن جرجيس] التي يرد
عليها الشيخ عبد اللطيف وذكر الذي حدثني عن هذا أنه سأله بعض الطلبة عن ذلك وعن
مستدلهم فقال نكفر النوع ولا نعين الشخص إلا بعد التعريف ومستندنا ما رأيناه في
بعض رسائل الشيخ محمد - قدس الله روحه - على أنه امتنع من تكفير من عبد قبة الكواز
وعبد القادر من الجهال لعدم من ينبهه، فانظر ترى العجب ثم اسأل الله العافية وأن
يعافيك من الحور بعد الكور، وما أشبههم بالحكاية المشهورة عن الشيخ محمد بن عبد
الوهاب أنه ذات يوم يقرر على أصل الدين ويبين ما فيه ورجل من جلسائه لا يسأل ولا
يتعجب ولا يبحث حتى جاء بعض الكلمات التي فيها ما فيها فقال الرجل ما هذه كيف ذلك
فقال الشيخ قاتلك الله ذهب حديثنا منذ اليوم لم تفهم ولم تسأل عنه فلما جاءت هذه
السقطة عرفتها أنت مثل الذباب لا يقع إلا على القذر أو كما قال)[2]
[1]
تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة
وفهم الحجة، ص11.
[2]
تكفير المعين والفرق بين قيام الحجة
وفهم الحجة، ص18.