من لوازمها وغير ذلك، بل الواجب
إثباتهما لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله وكماله من غير تحريف ولا تعطيل ولا
تكييف ولا تمثيل)[1]
وقال ابن حجر في نفي الرؤية
الحسية لله تعالى، وهي مما يشنعون به كثيرا على المخالفين، ويكفرونهم على أساسه: (لأن
الحق عند أهل السنة أن الرؤية لا يشترط لها عقلاً عضو مخصوص ولا مقابلة ولا قرب)[2]
ومع خطورة المسألة من الناحية
العقدية السلفية إلا أنه من باب المصلحة لم يشنع عليه، بل قال له بهدوء: (بل رؤية
الباري سبحانه في الدار الآخرة حقيقة بمقابلة ولقاء ورؤية وهو في علوه سبحانه
وتعالى كما قال: ﴿تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ
يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ﴾، مع قطع الاستشراف عن كيفية تلك
الرؤية، أو تشبيه المرئي بالمخلوق. ونفي المقابلة والقرب بلا دليل صحيح – ما فيه من الإجمال – خطأ وباطل)[3]
هكذا بكل بساطة.. مجرد خطأ
وباطل.. ولكن لو كان غيره لقال: كفر وضلال ومعارضة للقرآن الكريم.. وأتي له بكل ما
قال سلفهم من شتائم وسباب.
وهكذا قال تعليقا على ما قال ابن
حجر: (ومعاذ الله أن يكون لله جارحة..)[4]: (نفي الجارحة عن الله من النفي
المجمل الذي لم يرد به دليل شرعي، والاستفصال فيه أن يُقال: إن كان المراد
بالجارحة، كما للمخلوق من أعضاء؛ فالنفي حق ويُعبَّر عنه بما في القرآن ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.. وإن كان المراد بنفي الجارحة نفي اليد عن الله أو نفي الصفات، فالنفي والحالة هذه باطل، ولابد. ففي باب النفي لابد من التوقيف فلا تنفي
[1]
التنبيه على المخالفات العقدية في فتح
الباري، ص14.