وروى عن أسود بن سالم قوله:
(إذا جاء الأثر ألقينا رأي أبي حنيفة وأصحابه في الحش)، ثم قال لي أسود: (عليك
بالأثر فالزمه أدركت أهل العلم يكرهون رأي أبي حنيفة ويعيبونه)[1]
وروى عن محمد بن جابر قوله:
سمعت أبا حنيفة، يقول: (أخطأ عمر بن الخطاب، فأخذت كفا من حصى فضربت به وجهه)[2]
هذه مجرد نماذج عن مواقف سلف
السلفية الأوائل من أبي حنيفة، وأحقادهم عليه، وهي تبين لنا بعض أسرار تلك
العدوانية الموجودة في السلفية، وكيف لا يكونون كذلك، وهم يقدسون رجالا هذا شأنهم،
وهذا أدبهم، وهذا تعاملهم مع قرين من أقرانهم، وزميل من زملائهم في العلم.
والسلفية الذين يمارسون
التقية يغضون الطرف عن أمثال هذه النصوص، ويكتمونها، ولا يتجرؤون أبدا على الإنكار
عليها، لأنهم لو فعلوا فسيعتبرون من الطاعنين في أهل الحديث.. ولا يطعن فيهم إلا
زنديق.
وقد ذكرنا هذا النموذج لنطبقه
بعد ذلك على جميع أعلام الأمة من أصحاب المدارس المختلفة الذين يتفقون مع أبي
حنيفة في كل ما طرحه من آراء ابتداء من القول بخلق القرآن.
النموذج الثاني: الموقف من ابن حجر
وهو من
النماذج التي أوقعت السلفيين في حيرة كبيرة، بل جعلتهم يكفر بعضهم بعضا بسببه، لأن
ابن حجر يقول بما تقوله الأشاعرة، بل الجهمية، فيؤول كل ما اعتبروا تأويله، ولا
يثبت الجهة لله، ولا يثبت المكان، ويعطل كل الصفات التي يتعلق بها السلفية