القرية ويحمل
نفس الخرافات والبدع، حتى الآن لم أطرح سؤالي، وسؤالي هو، هل يجوز لي أن أصلي خلف
هذا الإمام أم لا ومع أني أحب أن أصلي صلاة الجماعة؟)
فمع كون هذه
العقيدة هي عقيدة كل المسلمين ـ بمن فيهم الأشاعرة ـ ما عدا السلفية، إلا أن أكبر
هيئة سلفية للفتوى، وتحت رئاسة الشيخ ابن باز نفسه، أجابت عن ذلك بقولها: (إنهم
كفار، ولا تجوز الصلاة خلفهم ولا تصح)[1]
وهنا نتساءل
أيهما نقبل: هل تلك الفتوى الدبلوماسية التي ذكرها ابن باز أو ابن عثيمين أو
الفوزان، أو غيرهما، حتى ينفوا عن أنفسهم ما يصفهم به خصومهم من التكفير، أم مثل
هذه الفتاوى التي تصرح بتكفيرهم، بل تجعل الصلاة خلفهم باطلة، مع أنهم يجوزون
الصلاة خلف كل بر وفاجر.
ومن الحيل
التي يستعملها السلفية في هذا الباب ما يسمونه عدم تكفير المعين.. ويقصدون بذلك
أنهم لا يطلقون على أحد لقب الكفر، ولكن يصفون أعماله أو مواقفه بالكفر، فيقولون
مثلا: نحن لا نكفر الأشاعرة ولا الماتريدية.. ولكن نكفر من ينكر الجهة، أو يقول
بأن الحرف والصوت في القرآن الكريم مخلوق، أو يقول بتأويل الصفات.. وهم يعلمون كما
يعلم الناس جميعا أن هذه المقولات هي مقولات الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة
وغيرهم، بل كل الأمة، وهم يكفرونهم بذلك، لكن مع عدم ذكر الاسم فقط.. وهي لا تغني
في منطق العقل شيئا، لأن المهم هو المسمى لا الاسم..
وهكذا نجدهم
يذكرون في بعض المحال ما يسمونه العذر بالجهل.. مع أنهم لا يؤمنون بذلك، بل يذكرونه
فقط من باب رفع العتب عنهم عندما يوصمون بالتكفير، وهم يرفعون هذا العذر عن كل جهة
يريدون إعلان الحرب عليها، والحرب تبدأ عندهم