فأجاب: (إذا
كان المنتقد من أهل السنة والجماعة وأخطاؤه في الامور التي لاتخل بالعقيدة، فنعم،
هذا تذكر ميزاته وحسناته، تُغمر زلاّته في نصرته للسنة. أما إذا كان المنتقد من
أهل الضلال ومن أهل الانحراف ومن أهل المبادئ الهدامة والمشبوهة، فهذا لايجوز لنا
أن نذكر حسناته - اذا كان له حسنات - لأننا إذا ذكرناها فإن هذا يغرر بالناس فيحسنون
الظن بهذا الضال أو هذا المبتدع أو هذا الخرافي أو الحزبي، فيقبلون أفكار هذا
الضال أو هذا المبتدع أو ذاك المتحزب. والله جل وعلا ردّ على الكفرة والمجرمين
والمنافقين ولم يذكر شيئا من حسناتهم، وكذلك أئمة السلف يردون على الجهمية
والمعتزلة وعلى أهل الضلال ولايذكرون شيئا من حسناتهم. لأن حسناتهم مرجوحة بالضلال
والكفر والالحاد والنفاق. فلا يناسب انك ترد على ضال، مبتدع، منحرف، وتذكر حسناته
وتقول هو رجل طيب عنده حسنات وعنده كذا، لكنه غلط.. نقول لك: ثناؤك عليه أشد من
ضلاله، لأن الناس يثقون بثنائك عليه، فإذا روجت لهذا الضال المبتدع ومدحته فقد
غررت بالناس وهذا فتح باب لقبول أفكار المضللين)[1]
وهكذا نرى
السلفية يمارسون كل أنواع الحيل والأكاذيب والخدع مع خصومهم، ويعتبرون ذلك مشروعا،
لأن قيام المنهج السلفي عندهم، وسيطرته على مفاصل الأمة هو الهدف الذي تسترخص في
سبيله كل وسيلة.
وهكذا أيضا
يخادعون حين يجادلون عن أنفسهم بأنهم لا يكفرون، مع أن كل دواوينهم التي يقدسونها
تمتلئ بالتكفير، بل هي أكبر مخزن للتكفير في العالم أجمع.
وكمثال على ذلك
الاحتيال والخداع السلفي الموقف من الأشاعرة، والذين يشكلون أكبر طائفة في الأمة
على مدار التاريخ، حيث تبنى مذهبهم العقدي أكثر الشافعية
[1] الأجوبة
المفيدة في أسئلة المناهج الجديدة، 1/24.