نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77
الأسدي: (قال
لي أبو زرعة الرازي ببغداد: أريد أن أجتمع مع سليمان الشاذكوني، فأناظره، فذهبت به
إليه، فلما دخل عليه؛ قلت له: هذا أبو زرعة الرازي؛ أراد مذاكرتك. فتذاكرا حديث
أستار الكعبة وما قطع منها، فكان الشاذكوني يضع الأسانيد في الوقت، ويذاكره بها،
فتحيَّر أبو زرعة، وسكت، فلما قمنا من عنده قال لي أبو زرعة: اغتممتُ والله مما
فعل هذا الشيخ!، فقلت له: هذه الأحاديث وَضَعَها الساعةَ، ولو ذاكرته بشيءٍ آخر
لوضع مثلها)[1]
هذا ما يذكره
السلفية عن سلفهم من المحدثين، ولم نزد على ما قالوا حرفا واحدا، وكل ما فعلناه هو
مجرد وصف ونقل من الروايات التي يوردونها في كتبهم المعتبرة.
انطلاقا من
هذا سنحاول هنا أن نبين آثار ذلك الاهتمام بالجمع والرواية والحشو على الأمة
الإسلامية، ودينها الذي سلمته لهم.
وقد رأينا من
خلال الاستقراء أن هناك انحرافين كبيرين نتجا عن ذلك الحشو، لا زلنا نعاني آثارهما
إلى الآن، وهما: التصنيف المبتدع، والإغراب الكاذب.
وسنحاول هنا
ـ باختصار ـ شرحهما، والبرهنة عليهما، وبينان آثارهما على الدين والدنيا.
أولا ـ التصنيف المبتدع:
من الآثار
الخطيرة للحشو الذي قام به سلف السلفية، هو ذلك التصنيف المبتدع للقضايا الشرعية،
وخاصة العقدية منها، وهو تصنيف حول العقيدة من مسارها القرآني الرباني التنزيهي
العقلاني إلى مسار مختلف تماما.
[1]
تاريخ بغداد (9/46، 47)، وانظر لفظًا آخر
في تاريخ دمشق، لابن عساكر (38/26)
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 77