responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76

ولا يكاد أحدهما يغلب صاحبه، فقال الجعابي: (عندي حديثٌ ليس في الدنيا إلا عندي!)، فقال: هاته، فقال: حدثنا أبو خليفة، حدثنا سليمان بن أيوب...، وحدث بالحديث، فقال الطبراني: أنبأنا سليمان بن أيوب، ومني سمع أبو خليفة، فاسمع مني حتى يَعلُوَ إسنادُك؛ فإنك تروي عن أبي خليفة عني!)، فخجل الجعابي، وغلبه الطبراني، قال ابن العميد: (فوددت في مكاني أن الوزارة والرئاسة ليتها لم تكن لي، وكنت الطبراني، وفرحت مثل الفرح الذي فرح به الطبراني لأجل الحديث)[1]

ولأجل هذه الأسباب جميعا كان المحدثون يصابون بالاكتئاب والإحباط وغيرها من الأمراض النفسية بسبب ما يسبقه به غيرهم من الحديث، ومما يروى في ذلك عن شعبة قوله: (إني لأُذاكر بالحديث يفوتني؛ فأمرض)[2]

وقال مظفر بن مدرك: (ذكروا لشعبة حديثًا لم يسمعه، فجعل يقول: واحزناه)[3]

وقال أحمد بن سلمة: (عُقِد لأبي الحسين مسلم بن الحجاج مجلسٌ للمذاكرة، فذُكر له حديثٌ لم يعرفه، فانصرف إلى منزله، وأوقد السراج، وقال لمن في الدار: "لا يدخلن أحدٌ منكم هذا البيت"، فقيل له: أُهديت لنا سلةٌ فيها تمر. فقال: "قدِّموها إليَّ"، فقدَّموها إليه، فكان يطلب الحديث، ويأخذ تمرة تمرة، يمضغها، فأصبح وقد فَنِيَ التمر، ووجد الحديث). قال الحاكم: (زادني الثقة من أصحابنا أنه منها مات)[4]

وكل تلك الأسباب النفسية أدت الى ظهور الوضع لأجل حشو أكبر قدر من الحديث، وعدم الظهور بمظهر الضعف أمام المنافس، يقول الحافظ صالح بن محمد


[1] الجامع (2/274، 275)

[2] شرف أصحاب الحديث، للخطيب (ص115)

[3] المعرفة والتاريخ (2/284).

[4] تاريخ بغداد (13/103)

نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست