نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 62
بن العاص،
فيذكرون منها قوله: (رأيت فيما يرى النائم لكأن في إحدى أصبعي سمنا وفي الأخرى
عسلا فأنا ألعقهما، فلما أصبحت ذكرت ذلك لرسول الله a،
فقال: (تقرأ الكتابين التوراة والفرقان، فكان يقرؤهما)[1]
وبهذا، فإن
الرجال الذين اعتمد عليهم السلفية في أخص خصوصيات الدين، وهي تفسير القرآن الكريم والعقائد،
كانوا من اليهود أو تلاميذ اليهود.
أما أولئك
السابقون الذين ملأوا الدنيا صراخا بسببهم، فلا يروون عنهم إلا في قضايا فرعية
محدودة، لا يهم الخلاف فيها كثيرا..
ومن أمثلة
ذلك أن عمار بن ياسر الذي يعتبر من كبار السابقين الأولين، وتأخرت وفاته، ومع ذلك
لا نرى إلا القليل من الروايات عنه، وفي قضايا فرعية جدا، وسر ذلك أنه كان يقول
عن أولئك الطلقاء الذين استأثروا بأمر الأمة، ليحرفوا دينها: (والله ما أسلموا، ولكن استسلموا وأسروا
الكفر، فلما رأوا عليه أعواناً أظهروه)[2]
أما العقل
السلفي، فهو يكتفي بذكر فضائل عمار، ويدعي محبته، وينسى أن يطبق ما ذكر رسول الله a من الدور الذي أنيط به في هذه الأمة، وهو أن يكون
علامة على الفئة الباغية الظالمة التي تنحرف بالدين، فقد قال a:
(ويح عمار تقتله الفئة الباغية، يدعوهم إلى الجنة، ويدعونه إلى النار)[3]
وكان في
إمكان العقل السلفي أن يتخذ من هذا الحديث مقياسا يوثق على أساسه
[2]
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (ج1/118):
(رواه الطبراني في الكبير وسعد بن حذيفة لم أر من ترجمه! ) مع أن ترجمته موجودة في
طبقات ابن سعد وتاريخ البخاري وتاريخ ابن أبي خيثمة وكتاب الجرح والتعديل لابن أبي
حاتم وفي ثقات ابن حبان وغيرها..