نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 27
ولو طبق
العقل السلفي هذا المعنى على الحديث ليسر عليه التعامل معه، ولما اصطدم بغيره من
النصوص التي تبين أنه لا علاقة للزمن بالخيرية ـ كما سنرى ـ
وقد أورد
الشيخ حسن بن فرحان المالكي هذه الدلالة للحديث، وقال شارحا لها: (الحديث قد تصرف
فيه الرواة كثيراً؛ وتحقيق اللفظ الذي قاله النبي a يحتاج إلى حضانة قرآنية - وقد وجدناها -
ولفظ أقرب للعمل من الزمن؛ وقد وجدناه؛ والدليل على هذا إجماعهم بأن فلاناً قرن
فلان في السن، وقرنه في التجارة، وقرنه في العلم، فيكون الاقتران في العمل الصالح
هو الأصل لا الزمن. والناس في الحديث هم الناس في عصره a لا غير، فبين أن أفضلهم من كان يليه في
الإسلام والصبر وتلقي الأذى والفقر والحصار.. وليس من المعقول أن يفضل النبي a الناس
على (أساس زمني) أبداً، فزمنه فيه الكافر والمؤمن، المخلص والمنافق، وبعده كان
المؤمن والمبدل والمرتد. وإنما تفضيل الشرع على أساس (العمل) لا على أساس (
الزمن)، وإدخال (الزمن) كمعيار أفضلية وحيد، إنما هو جاهلي ثم أموي؛ ولا دخل لها
بالشرع)[1]
ثم أورد
رواية صحيحة تدل على هذا المعنى، وهي (خير الناس أقراني الذين يلوني، ثم الذين
يلونهم، ثم الذين يلونهم.. ثم يخلف بعدهم خلف تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه
شهادته )[2]
وعلق عليها
بقوله: (فالمعنى واضح؛ والسند صحيح. فقوله (أقراني الذين يلوني) واضح أنه لا يريد
القرن الزمني، وإنما أهل بيته ومن في حكمهم ممن أسلم في أول الإسلام؛ وكانوا يلون
النبي في كل شيء؛ وهذا الالتفاف على هذه الفضيلة لأهل البيت لها نماذج كثيرة جداً،
وهي نتيجة لما زرعه الأمويون من ثقافة تشتت فضائل أهل البيت
[1]
حسن بن فرحان المالكي، ما معنى (خير
الناس قرني)