نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 259
ولقوله أنه
كان مخذولاً حيث ما توجه وأنه حاول الخلافة مراراً
فلم ينلها وإنما قاتل للرياسة لا للديانة ولقوله أنه كان يحب الرياسة.. فألزموه
بالنفاق لقوله a : (ولا يبغضك إلا
منافق)[1]1)
وقد انتقد
الخراشي هذا الخيار، فقال: (وهو
خيار جيد ومقبول لو كان الخصم غير الرافضي، أي لو كان الخصم ممن يحتكمون في خلافاتهم
إلى النقل الصحيح أو العقل الصريح، أما مع الرافضي فإن هذا الأسلوب لا يجدي، ولن يكف
بأسه عن أعراض الصحابة، فإنك مهما أجدت في رد الشبهة أو الطعن فإنه لن يقتنع بذلك أبداً
- كما علم من طريقة القوم - ومهما أفنيت عقلك وجهدك في دفع أكاذيبه فإنه لن يألو جهداً
في اختلاف غيرها من الأكاذيب. إذاً فهذا الخيار الأول لن يثني الرافضي عن هدفه من النيل
من الصحابة.. نعم هو سينفع أهل السنة، ولكنه لن يضر الروافض ولن يسكتهم)
[2]
وما دام هذا
الخيار العلمي لم يجد، فإن الخيار الوحيد الذي بقي لابن تيمية هو الخيار الثاني،
وهو ـ كما يذكر الخراشي ـ (الذي اختاره شيخ الإسلام لأنه يراه ذا مفعول فعال في
مواجهة أكاذيب الروافض وغلوهم المستطير، وهذا الخيار يرى أن أجدى طريقة لكف بأس الروافض
هو مقابلة شبهاتهم بشبهات خصومهم من الخوارج والنواصب، أي مقابلة هذا الطرف بذاك الطرف
المقابل له، ليخرج من بينهما الرأي الصحيح الوسط. فكلما قال الرافضي شبهة أو طعناً
في أحد الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان قابلها شيخ الإسلام بشبهة مشابهة للنواصب
والخوارج في علي .. وهو لا يقصد بهذا تنقص على والعياذ بالله، وإنما يقصد إحراج الروافض،
وكفهم عن الاستمرار في تهجمهم على الصحابة، لأنه ما من شئ من الطعون والتهم سيثبتونه
على واحد من