نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 223
وجدوا إذ لم
يصبهم ما أصاب النَّاس، فخطبهم فقال: يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضُلَّالًّا فهداكم
الله بي وكنتم متفرِّقين فألَّفكم الله بي، وعالة فأغناكم الله بي؟ كلَّما قال
شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَن. قال: ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله k؟ قال: كلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أَمَن.
قال: لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا، أترضون أن يذهب النَّاس بالشَّاة والبعير،
وتذهبون بالنَّبيِّ k إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرءًا مِن
الأنصار ولو سلك النَّاس واديا وشعبًا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار
والنَّاس دثار، إنَّكم ستَلْقَون بعدي أَثَرَة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض)[1]
وهذا الحديث
الشريف يبين حرص رسول الله k في تأليفه القلوب
على من لم يتبعه أكثر من حرصه على من اتبعه، لأن من اتبعه وكل إلى إيمانه بالله،
أما الذي لم يتبعه في هو يحتاج إلى مزيد من تأليف قلبه، حتى تزول الحجب التي تحول
بينه وبين التأمل فيه أو القناعة به.
ولهذا أمرنا
في الشريعة بأن نؤلف قلوب غير المسلمين ولو بإعطائهم من الزكاة، كما قال تعالى في
مصارف الزكاة: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ
وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 60]
وهكذا أمرنا
أن نقدم لهم كل أنواع البر التي تقربهم إلينا، قال تعالى: ﴿ لَا
يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ
يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ
اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ
قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى
إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ
الظَّالِمُونَ ﴾ [سورة