نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191
الحسیه....
لا المعنویه
الركن الخامس
الذي يقوم عليه بنيان العقل السلفي هو [الحس] بدل المعنى، أو [الظاهر] بدل الباطن،
أو [الحرفية] بدل المقاصدية، وهو ناشئ ـ كما يذكر المحللون النفسيون القدامى ـ من
غلبة الجسد على الروح، والشهوة على العقل، والبهيمية على الإنسانية.. وهو من
الخصال التي اكتسبها العقل السلفي من اليهود نتيجة إدمانه على التلمذة على آثارهم
وأخلاقهم.
ولا نحتاج
إلى جهد كبير لإثبات هذه الخاصية في العقل السلفي، ومشابهتهم لليهود فيها، فإن كل
شيء فيهم يفضح هذه الصفة ويدل عليها.
فهم ـ في
الظاهر ـ يظهرون ورعا شديدا في التقيد بأحكام الشريعة، ولكنهم ـ في الباطن ـ أبعد
الناس عنها، لأنهم لا يرون من الشريعة إلا ظاهرها الملموس، أما حقيقتها ومعانيها
العميقة، فهم يجافونها، بل يشوهونها بسلوكهم وأخلاقهم التي يتصورون أنهم لن
يتدينوا التدين الصحيح إلا بممارستها.
وقد أشار
الله تعالى إلى هذه الناحية في اليهود خصوصا، وحذر الأمة من الوقوع فيها، كما قال
تعالى في شأن القبلة: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ
الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى
حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ
وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ
وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]
فالآية
الكريمة تبين أن البر ـ الذي هو لب الدين ـ لا يقتصر على تلك المظاهر والرسوم
والشعائر الظاهرة، بل هو قبل كل شيء وبعده علاقة روحانية عميقة مع الله ومع
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 191