نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 188
بذلك على ما
يرونه مناسباً لها. ولما كانت الأفلاك مستديرة، ولم يكن معرفة حسابها إلا بمعرفة
الهندسة وأحكام الخطوط المنحنية والمستقيمة، تكلموا في الهندسة لذلك، ولعمارة
الدنيا. فلهذا صاروا يتوسعون في ذلك، وإلا فلو لم يتعلق بذلك غرض إلا مجرد تصور
الأعداد والمقادير لم تكن هذه الغاية مما يوجب طلبها بالسعي المذكور)[1]
بناء على هذا
الموقف السلبي من كل العلوم التي توصل من خلالها العلماء إلى تلك الحقائق العلمية،
فإنهم يذكرون أن المرجع في التعرف على حقائق الكون هو النص المقدس، لأن العقل لا
يستطيع أن يتعرف بمفرده على حقائق الموجودات.
ولهذا نراهم
يضعون صورة للكون تتناسب مع معتقداتهم ـ كما أشرنا إلى ذلك بتفصيل في كتاب
[السلفية والوثنية المقدسة]
ونراهم ـ
أيضا ـ يستدلون على إنكار تلك الحقائق بما يعتبرونه لوازم كفرية من اعتقاد ما
يذكره العلم الحديث عن حقائق الكون.
فقد ذكر صاحب
كتاب [لماذا حركوا الأرض] اللوازم الخطيرة التي تنجر من القول بدوران الأرض على
العقيدة السلفية، فذكر منها: نفي وجود الخالق تعالى، أو الشك في ذلك، أو في أحسن الأحوال: نفي علوه تعالى على خلقه؛ (فإن
القول بفضاء ليس له نهاية، يلزم منه: أولاً: نفي وجود السماوات السبع المبنية المحيطة بهذا الكون المخلوق.. ثانياً:
نفي الكرسي الذي هو فوقها.. ثالثاً: نفي العرش الذي هو فوق الكرسي.. رابعاً: نفي
علو الله تعالى على خلقه.. خامساً: نفي وجود الملائكة،
والذين يعمرون هذه السماوات.. سادساً: نفي وجود الجنة، فإنها فوق السماء السابعة)[2]
وذكر ـ ككل أعلام السلفية ـ الأدلة الوهمية
الكثيرة التي تثبت ثبات الأرض