ويدعمون
استدلالهم لهذا بقول الخطابي: (لا يُنكَر أن يكون لها استقرار تحت العرش، من حيث
لا ندركه ولا نشاهده، وإنما هو خبر عن غيب فلا نكذب ولا نكيفه؛ لأن علمنا لا يحيط
به)[2]
هذه بعض
النماذج عن تطويعهم النقل للوهم، وسنرى تفاصيل أكثر عن ذلك في الكتاب التالي لهذا،
والمسمى [هذه علوم السلفية] في الفصل المخصص بموقفهم من العلوم الكونية.
2 ـ تطويع العقل للوهم:
ينطلق
السلفيون في إنكارهم للحقائق العلمية السابقة وغيرها من إنكارهم للعلوم والأدوات
التي استخدمها العلماء في اكتشاف تلك الحقائق كالرياضيات والهندسة وعلم الفلك
وغيرها من العلوم، وهم يستدلون في هذا بقول ابن تيمية في [الرد على المنطقيين]: (وإنما
جعلوا الهندسة مبدأً لعلم الهيئة ليستعينوا به على براهين الهيئة، أو ينتفعوا به
في عمارة الدنيا، هذا مع أن براهينهم القياسية لا تدل على شئ دلالة مطردة يقينية
سالمة عن الفساد إلا في هذه المواد الرياضية.. وأولئك المشركون كانوا يعبدون
الكواكب ويبنون لها الهياكل، ويدعونها بأنواع الدعوات، كما هو معروف من أخبارهم،
وما صنف على طريقهم من الكتب الموضوعة في الشرك والسحر ودعوة الكواكب والعزائم،
والأقسام التي بها يعظم إبليس وجنوده، وكان الشيطان بسبب السحر والشرك يغويهم
بأشياء هي التي دعتهم إلى ذلك الشرك والسحر، فكانوا يرصدون الكواكب ليتعلموا
مقاديرها، ومقادير حركاتها، وما بين بعضها وبعض من الاتصالات، ليستعينوا