نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 185
الأحبار
وغيره من اليهود ـ أن رسول الله k
قال: (لو أن رَصَاصَةً مثل هذه - وأشار إلى مثل الجمجمة- أرسلت من السماء إلى
الأرض - وهي مسيرة خمسمائة سنة- لبلغت الأرض قبل الليل، ولو أنها أرسلت من رأس
السلسلة لصارت أربعين خريفاً الليلَ والنهارَ قبل أن تبلغ أصلها - أو: قعرها-)[1]
فإذا ما
ناقشهم أي عاقل في سند الحديث، ضربوه بقول الترمذي: (هذا حديث إسناده حسن صحيح،
وسعيد بن يزيد، هو: مصري، وقد روى عنه الليث بن سعد، وغير واحد من الأئمة)[2]
فإن لم تجد
الضربة فيه مقتلا ضربوه بقول الحاكم: (صحيح الإسناد)، أو بقول البغوي: (هذا حديث
حسن)[3]
فإن لم يجد
كل ذلك نقلوا له ما قال العالم العلامة الحبر البحر الفهامة الشيخ عبد الله الدويش في تعليقه على
الحديث: (ووجه الاستدلال بهذا الحديث على استقرار الأرض وثباتها: أن الله تعالى
جعل الأرض مركزاً للأثقال، ومستقراً لما ينزل من السماء، ولو كانت الأرض تجري
وتدور على الشمس - كما زعمه أهل الهيئة الجديدة- لكانت الشمس هي المركز والمستقر
للأثقال، وهذا تكذيب لهذا الحديث الصحيح، وفي الحديث دليل آخر على استقرار الأرض
وثباتها، وذلك مستفاد من النص على أن بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة سنة، والنص
شامل لوجه الأرض من جميع الجهات؛
[1]
الترمذي (2588) والحاكم (2/438-439)
وأحمد (2/197) وابنه عبد الله في الزهد (19-20) وابن المبارك في المسند (124) وفي
الزهد (290- زوائد نعيم بن حماد) وابن جرير الطبري في تفسيره (29/64) والطبراني في
الكبير (162)