نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 184
بل إن بعض
السلفية لم يكتف بإنكار دوران الأرض، بل راح ينكر كرويتها أيضا، استنادا إلى قوله
تعالى: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [الغاشية: 20]، وفي ذلك
يقول القحطاني في نونيته التي لا يزال السلفية يهتمون بها ويحفظونها[1]:
كذب المهندس والمنجم مثله فهما لعلم
الله مدعيان
الأرض عند كليهما كروية وهما بهذا
القول مقترنان
والأرض عند أولي النهى لسطيحة بدليل صدق واضح القرآن
والله صيرها فراشا للورى وبنى السماء بأحسن
البنيان
والله أخبر أنها مسطوحة وأبان
ذلك أيما تبيان
بل كان أئمة
الوهابية في السعودية يتهمون القائل بكون الأرض كروية بالتجهم، حتى أنه اتهم تقي
الدين محمد بن عبد القادر الهلالي (المغربي)، بذلك مع كونه سلفيا متشددا، حيث وشى
به المسئول عن مراقبة الدروس في المسجد النبوي للمسئولين لأنه يقول بكروية الأرض!
واشتد نكيره عليه، وقال: (هذا لا يقوله إلا جهمي!)[2]
وهم لا
يكتفون بتطويع ما تشابه من النصوص القرآنية، بل يضيفون إليها أحاديث ممتلئة
بالغرابة، يضعون كل جهودهم في تصحيحها على المنهج الذي ذكرناه سابقا، ليضربوا بها
في وجه من يخالفهم، لأنه حينها لن يبقى مخالفا لهم، وإنما مخالفا لرسول الله k .
ومن الأمثلة
على ذلك هذا الحديث الذي يوردونه في هذا الباب، وكأنه حقيقة قطعية لا يجوز الجدال
فيها.
فقد رووا عن عن
عبد الله بن عمرو ـ وقد ذكرنا سابقا أنه كان تلميذا نجيبا لكعب