نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 179
الدهريون
الملاحدة بدعوى البحث العلمي النـزيه البريء)[1]
ثم .. وفي
الأخير، وبعد تلك الجولة الطويلة مع الفلاسفة من المسلمين وغيرهم، يكفرهم جميعا،
ولا يستثني أحدا، ويبين أنهم جميعا متآمرون على العقيدة الإسلامية، وصل إلى الحضارة
الغربية الحديثة، فقال: (وقد قامت الحضارة الغربية الحديثة على أساس هذه النظرية
في الفلك، وكان أول من نُسبت إليه هذه النظرية، وقيل أنه كتب فيها وعارض معتقد
النصارى في هذه المسألة، هو: نيكولا كوبرنيك (1473-1543م)، الذي نُسب إليه كتاب
(حركة الأجرام السماوية)، محاولاً إثبات هذه النظرية لكنه فشل في ذلك، وأهم عبارة
في هذا الكتاب تنم عن معتقد مؤلفه الخبيث، هي قوله: (القمر يدور حول الأرض، والشمس
تحتل مركز العالم الذي تنيره وتحكمه)، وكأنه كاهن من كهنة معبد آمون، عبدة الشمس..
ثم جاء بعد كوبرنيك من حاول استخدام علم الرياضيات والفيزياء في إثبات هذه
النظرية، مثل: جاليليو في إيطاليا (1564-1642م)، وجوهانز كبلر في ألمانيا
(1571-1630م)، وإسحاق نيوتن في إنجلترا (1642-1727م)، وكانت معظم النظريات العلمية
الرياضية والفيزيائية التي توصلوا إليها تخدم نظرية الدوران، وكأنها من أجلها
وضعت، مع أن الناظر إليها يحسب أن الدافع وراء اكتشاف هذه النظريات العلمية إنما
هو البحث العلمي النـزيه، وأنه لا علاقة بينها وبين نظرية الدوران)[2]
وهم لا
يكتفون بهذه المسائل، بل يعممونها في كل الحقائق العلمية التي يتفق عليها جميع
العقلاء، وقد أورد بعضهم ما
ذكره سيد قطب في تفسيره عن بعض الحقائق العلمية، فقال: (إن سيداً قد أُتي في هذا
الباب من ثقته الزائدة في هذه العلوم العصرية