نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162
ذاتية أو
فعلية، والتي يقسمونها كما يقسمون صفات الإنسان ذاته.. أو كما يقسمون أعضاءه، وقد
رأينا ذلك بتفصيل في كتاب [السلفية والوثنية المقدسة]
بناء على هذا
الموقف المبني على التوهم لا على التعقل، راحت قوتهم الوهمية تطوع كل ما عداها من
القوى ليصير في خدمتها، فطوعت النقل والعقل لينسجم مع ما تقتضيه أوهامهم.. وسنذكر
هنا بعض الأمثلة على هذا التطويع، وتناقضاتهم فيه.
1 ـ تطويع النقل للوهم:
بما أن
المنهج السلفي يقوم على اعتقاد عصمة سلفه فيما طرحوه من فهوم حول النصوص القرآنية
والأحاديث النبوية.. وبما أن سلفهم من اليهود أو تلاميذ اليهود كانوا مجمعين على
التجسيم بكل لوازمه ومقتضياته، فقد راح العقل السلفي يتعامل بانتقائية مع القرآن
الكريم والسنة المطهرة، فيؤول ما يشاء منها، ويثبت ما يشاء.
وقد استعانوا
بما في القوة الوهمية من قدرة على الاحتيال والخداع، فراح يبدلون الأسماء،
ويتصورون أنهم من خلال ذلك يبدل المسميات.
ولهذا سموا
ما حمل به المنزهة النصوص المتشابهة على مقتضيات اللغة العربية [تأويلا]، ثم
اعتبروه من لوازم التعطيل.. وأفتوا على أساسه بعدم المجاز في القرآن الكريم، كما
نقل الذهبي عن الطبري قوله: (القول فيما أدرك علمه من الصفات خبرا وذلك نحو إخباره
عزوجل أنه سميع بصير وأن له يدين بقوله ﴿بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ﴾
[المائدة: 64]، وأن له وجها بقوله ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ﴾
[الرحمن: 27]، وأن له قدما بقول النبي k:
(حتى يضع الرب فيها قدمه)، وأنه يضحك بقوله: (لقي الله وهو يضحك إليه)، وأنه يهبط
إلى سماء الدنيا لخبر رسول الله k بذلك، وأن له إصبعا بقول رسوله k : (ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن)،
فإن هذه المعاني الذي وصفته ونظائرها مما وصف الله به نفسه ورسوله ما لا يثبت
حقيقة علمه بالفكر والرؤية
نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 162