نام کتاب : هکذا يفکر العقل السلفي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 138
الذهبي
قوله: (وقد روى عباس عن يحيى: ثقة، وروى أحمد بن أبي مريم عن يحيى: ثقة حجة، فابن
معين حسن الرأي في أسامة)[1]
وإن لم يعجبه
الحديث وأراد تضعيفه، فإنه سيذكر أن النسائي (ت 303ﻫ) قال عنه: (ليس بثقة)[2]، وقال أيضاً: (ليس بالقوي)[3]، ويذكر أن عبد الله بن أحمد روى عن أبيه: (روى أسامة
بن زيد عن نافع أحاديث مناكير. قلت له: إن أسامة حسن الحديث. قال: إن تدبرت حديثه
فستعرف النكرة فيها)[4]، ويذكر أن عبد الله قال: (سئل أبي عنه
فقال: هو دونه، وَحرَّك يَدَهُ)[5]
ويضيف لهذا
قوله ـ من باب تأكيد التوثيق ـ : والحافظ الذهبي من النقاد المتأخرين، وقد شهد
الحافظ ابن حجر له بأنه: من أهل الاستقراء التام في الرجال.
وهكذا يمكن
أن يستغل أمثال هذه الثغرات الكثيرة، ليصحح ما يشاء، ويضعف ما يشاء.. بل إن
الروايات ـ أحيانا كثيرة ـ تختلف عن أحدهم في توثيق الراوي الواحد، فتارة يعدله، وتارة يجرحه، وهنا يجد المحدث مجالا خصبا لإبراز
مهاراته في الانتقاء بحسب مزاجه الحديثي.
ومن أمثلة
ذلك موقف الإمام أحمد بن حنبل (ت 241ﻫ) من الراوي (إسماعيل بن زكريا بن مُرَّة الخُلقاني الأسدي (ت 194ﻫ)،
فقد قال عنه في رواية عبد الله: (حديثه حديث مقارب)[6]، وقال عنه في رواية عبد الملك الميموني (ت 274ﻫ):
(أما