نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89
وكان الأصل
في المدرسة السلفية أن تحاكم كل ما ورد عن داود (ع) من روايات في ضوء هذه الآيات المحكمات الواضحات.. لكنها لم تفعل إذ أنها
راحت تبحث عن ثغرة من المتشابه يمكنها أن تشوه بها كل تلك المعاني السامية التي
أراد القرآن الكريم من خلال عرضها على هذه الأمة أن يكون فيها أمثال داود من
الممتلئين بالعدالة والشكر والنبل والعفاف.
ومع أن
الآيات الواضحة في دلالتها من خلال ظاهر ألفاظها، وهي تنسجم تماما مع تلك الشفافية
الروحية التي وصفه الله بها.. خاصة وأن الله تعالى قدم لذلك بقوله: ﴿وَاذْكُرْ
عَبْدَنَا دَاوُودَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ (17) إِنَّا سَخَّرْنَا
الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ (18) وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ (19)﴾ [ص: 17 - 19]
وهي آيات
كريمة تشير إلى تلك الشفافية، وتشير معها إلى ذلك التحليق الروحي الجميل الذي
تجاوبت له الكائنات من حوله، والذي لم يمنعه من أداء وظيفته المرتبطة بالرعية
والخلافة عليها.
ولذلك بمجرد
أن تسور الرجلان عليه المحراب، وأخبره أولهما بالظلم الذي لحق به، سارع فانتصر له،
مثلما فعل قبل ذلك أخوه موسى (ع) حين سارع لنصرة
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89