نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
داود (ع):
عندما نقرأ
داود (ع) من خلال القرآن الكريم تبدو لنا صورة
جميلة لنبي عظيم ممتلئ بالشكر والعفاف والطهر، فهو منشغل بتسبيحه الجميل لله،
والذي تتجاوب معه لرقته وعذوبته وطهره الجبال والطير.. وهو ـ مع الملك الذي آتاه
الله، والتسخيرات العظيمة التي سخرت له ـ كان يعمل كسائر الناس بيده في تليين
الحديد، ليأكل الحلال الصرف الذي لا شبهة فيه، وليكون مثلا أعلى لأمته التي كلف
بقيادتها.
بل إن القرآن
الكريم يشير إلى أنه جعل داود (ع) خليفة.. فهو خليفة بجعل إلهي، لا باختيار
بشري.. وهذا يعني أنه تتوفر فيه كل صفات الخليفة النظرية والعملية، ولذلك فإنه
لابد أن تتوفر فيه كل القيم النبيلة، لأن الخلافة الإلهية تقتضي ذلك، فالجور
والظلم والانحراف.. كل ذلك يحول بين الخليفة وأداء وظيفته التي كلف بها.