نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 30
إلى عالم
الملكوت يسمى معرفة وولاية ويسمى صاحبه وليا وعارفا، وهي مبادي مقامات الأنبياء، وآخر
مقامات الأولياء أول مقامات الأنبياء)[1]
ومشكلة
المدرسة السلفية أنها ـ مثل الشيطان تماما ـ لا تؤمن بهذا النوع من الناس، لأنها
تشعر أن الإيمان بهم نوع من السجود والخضوع.. وهي تملك من الكبر ما يحول بينها
وبين ذلك.
ولو أنها
تدبرت الأمر من بابه لعلمت أنها كلما عظمت الرسول عظمت المرسل، وكلما وقرت الرسول
وقرت المرسل.. لأن الرسول ليس سوى مرآة لتجلي الحق، أو هو مظهر يعرف الحق من
خلاله، ومن احتقر المظهر احتقر بالضرورة مُظهره.
ولهذا اتفق
العارفون من تلاميذ القرآن الكريم ابتداء من بيت أهل النبوة إلى آخر تلميذ من
تلاميذهم على هذا المعنى السامي للنبوة..
يقول الشيخ الصدوق
عند ذكره موقف أهل بيت النبوة من هذه المسألة الخطيرة: (اعتقادنا في الأنبياء
والرسل والأئمة والملائكة عليهم السلام أنهم معصومون مطهرون من كل دنس، وأنهم لا
يذنبون ذنبا صغيرا ولا كبيرا، ولا يعصون ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون.. واعتقادنا
فيهم أنهم معصومون موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم وأواخرها، لا
يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل) [2]
ويقول العلاّمة
الطباطبائي: (إنّ الله سبحانه خلق بعض عباده على استقامة الفطرة، واعتدال الخلقة، فنشأوا
من بادئ الأمر بأذهان وقّادة، وإدراكات صحيحة ونفوس طاهرة، وقلوب سليمة، فنالوا
بمجرّد صفاء الفطرة وسلامة النفس من نعمة الإخلاص ما ناله غيرهم بالاجتهاد والكسب
بل أعلى وأرقى لطهارة داخلهم من التلوّث بألواث