responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 28

لأنهم يرون أن تعظيم النبي تحقير لربه، وتقديس الرسول تدنيس لمرسله.. وكل ذلك نشأ عن تصوراتهم الوثنية لله سبحانه وتعالى.

وقد غاب عن هذه المدرسة، مع ادعائها الرجوع للقرآن الكريم، آيات كثيرة لو أنهم تأملوها بعيدا عن وساوس كعب الأحبار ووهب بن منبه وتلك الروايات التي حشوا بها عقولهم، لوصلوا إلى حقيقة كمالات النبوة من دون أي جهد.. بل وصلوا إلى المنبع الصافي الذي لا كدر فيه.

وأول تلك الآيات، وأكثرها صراحة ووضوحا قوله تعالى على لسان المسيح (ع): ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا (30) وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31) وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32) وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 30 - 33]

فهذه الآيات الكريمة تنص على أن المسيح (ع)، وهو ـ في مرحلة المهد ـ يخير أن الله تعالى جعله نبيا، ولم يقل: (سيجعلني نبيا)، أي أنه كان نبيا وهو في مهده.. ويخبر كذلك أنه جعل مباركا في كل محل، ولم يقل: (سيجعلني مباركا)

وهذا ليس خاصا بالمسيح (ع)، بل هو عام لكل الأنبياء، لأن الله تعالى عندما ذكر خصوصية المسيح في هذا الجانب ذكر كلامه في المهد، لا نبوته في المهد، قال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا﴾ [المائدة: 110]، وقال: ﴿وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [آل عمران: 46]

بل ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم) أنه سئل: يا رسول الله، متى كتبت

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست