نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 189
بموسى (ع)، حيث تحولت قصته من قصة داعية ومخلص إلى قصة خرافية أسطورية تسلي أصحاب
العقول السلفية البسيطة.
والخطورة في
هذه الأساطير أنها تتخذ القرآن الكريم مطية لها، فهي تزعم تفسيرها للقرآن، والخطر
الأكبر أن ترفع ذلك إلى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)،
لتجعل منه حكواتيا لا نبيا.
ومن الروايات
التي يوردونها في هذا، ويتشددون مع منكرها أو منتقدها قصة فرار الحجر بثوب موسى (ع)، ذلك أن مخرجها هما المعصومان اللذان يستحيل عليهما
الخطأ: البخاري ومسلم.. وراويها هو أبو هريرة الذي جمع بين المدرستين: الإسلامية
واليهودية، كما جمع بين الأستاذين: رسول الله وكعب الأحبار.. وكفاه بذلك شرفا.
ونصها هو (كانت
بنو إسرائيل يغتسلون عراة، وينظر بعضهم إلى سواة بعض، وكان موسى يغتسل وحده،
فقالوا: والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر، قال: فذهب مرة يغتسل، فوضع
ثوبه على حجر، ففر الحجر بثوبه، قال: فجمع موسى (ع) بإثره يقول: ثوبي حجر، ثوبي حجر، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوأة موسى
فقالوا: والله ما بموسى من بأس، فقام الحجر حتى نظر إليه، قال: فأخذ ثوبه، فطفق
بالحجر ضربا) قال أبو هريرة: والله إن بالحجر ستة أو سبعة، ضرب موسى بالحجر[1].
ومع أن
الرواية تخلو من أي حكم تربوي أو توجيهي، بل هي لم تزد سوى أن تسيء لنبي الله موسى
(ع) بتصويره عريانا يراه بنو إسرائيل أجمعون،
وكل ذلك لتنفي عنه تلك الآفة الخلقية التي اتهموه بها، والتي فسر السلفية على
أساسها قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا
كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِنْدَ
اللَّهِ وَجِيهًا ﴾ [الأحزاب: 69]، وكأن بني إسرائيل لم يؤذوا موسى (ع) إلا بتلك التهمة التي لا قيمة
[1] البخاري (1/107)، مسلم (1/267،
4/1841)، أحمد (2/315)
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 189