responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 186

 

ثم لم يتعقب ابن أبي حاتم الذي تكلم في كل الرواة هذه الروايات بأدنى نقد.. بل تركها كما هي، غافلا عما ورد في القرآن الكريم من النهي عن البحث عن أمثال هذه التفاصيل.

انطلاقا من هذا سنورد هنا بعض النماذج التي تحولت بها قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إلى أساطير وخرافات لا تتناقض فقط مع القرآن الكريم، بل تتناقض قبل ذلك وبعده مع العقل السليم الفطري الذي يطالبه السلفية دائما بأن يعتقد ولا ينتقد.

نوح (ع):

مع أن القرآن الكريم اعتبر نوحا (ع) مثالا للداعية الصابر المحتسب الذي استعمل كل الوسائل لهداية قومه، لكنه لم يلق منهم إلا الرد الشديد، وهذا وحده كاف ليملأ القلوب محبة له، ولمنهجه، ثم يطبع السلوك بعد ذلك بالقيم الرفيعة التي يحملها، بل يمثلها أحسن تمثيل.

لكن سلف السلفية استطاعوا أن يحجبوا هذه الصورة الجميلة بإغراق قصته بالخرافات والأساطير.. فأصبح نوح (ع) بسبب روايات سلفهم مادة للخرافة والأسطورة، لا مادة للصبر والتضحية.

فمن الروايات التي يوردونها في تفاسيرهم السلفية التي ملأوا العالم ثناء عليها ما رووه عن ابن عباس، قال: قال الحواريون لعيسى ابن مريم: لو بعثت لنا رجلا شهد السفينة فحدثنا عنها! قال: فانطلق بهم حتى انتهى بهم إلى كثيب من تراب، فأخذ كفا من ذلك التراب بكفه، قال: أتدرون ما هذا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: هذا كعب حام بن نوح. قال: فضرب الكثيب بعصاه، قال: قم بإذن الله! فإذا هو قائم ينفض التراب عن رأسه قد شاب، قال له عيسى: هكذا هلكت؟ قال: لا ولكن مت وأنا شاب، ولكني ظننت أنها الساعة، فمن ثم شبت. قال: حدثنا عن سفينة نوح. قال: كان طولها ألف ذرع ومائتي

نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست