ومع أن الله
تعالى نهى رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) في هذه الآية الكريمة أن يسأل أي أحد عن
حقيقة عدد أهل الكهف، أو التفاصيل المرتبطة بهم.. لكن السلفية شحنوا كتبهم بأمثال
هذه المسائل، بل إن الأمر وصل بهم إلى التعرف على اسم كلب أهل الكهف نفسه.
قال الطبري ـ
شيخ مفسريهم ومصدرهم الأول ـ في تفسير قوله تعالى: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ
ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ﴾ [الكهف: 18]: (اختلف أهل التأويل في الذي عنى
الله بقوله: ﴿وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ ﴾، فقال بعضهم: هو
كلب من كلابهم كان معهم، وقد ذكرنا كثيرا ممن قال ذلك فيما مضى، وقال بعضهم: كان
إنسانا من الناس طباخا لهم تبعهم)[1]
وهكذا تحول
[الكلب] المعروف لغة واصطلاحا من العامة والخاصة إلى قضية مثيرة للجدل بين أهل
التأويل.. والأكثر غرابة أن يتحول الكلب إنسانا، ثم يعتبر قائل هذا الغثاء من أهل
التأويل.
وهكذا نرى
ابن أبي حاتم الذي يعتبر مصدرا من مصادر السلفية في قبول الرواة ورفضهم، يفسر تلك
الآيات الكريمة بأمثال هذه الروايات: (.. عن مجاهد قال: اسم كلبهم قطمور.. وعن
الحسن قال: اسم كلب أصحاب الكهف، قطمير.. وعن ابن جريج قال: قلت لرجل من أهل
العلم: زعموا إن كلبهم كان أسدا، قال: لعمر الله ما كان أسدا، ولكنه كان كلبا أحمر
خرجوا به من بيوتهم يقال له، قطمور.. ومن طريق سفيان قال: قال رجل بالكوفة يقال
له: عبيد وكان لا يتهم بكذب قال: رأيت كلب أصحاب الكهف أحمر كأنه كساء انبجاني)[2]