نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159
تكاليف.. وابتلاءات
من أهم
النواحي التي يصور بها القرآن الكريم أنبياء الله، بل يكاد يكون كل التركيز عليها،
هو المهام التي كلفوا بها من دعوة الخلق إلى الله، وبذل كل أنواع الجهود في سبيل
تحقيق ذلك.
كما أعطى
القرآن الكريم نموذجا مفصلا على ذلك بنوح (ع)، الذي قضى ذلك العمر الطويل مع قومه، لا هم له إلا دعوتهم مستعملا كل
الوسائل في ذلك.. لا يكل ولا يمل، ولا يبالي بما يلاقيه قومه به من أنواع السخرية.
وقد ذكر
القرآن الكريم تلك الجهود الذي بذلها نوح (ع)، ومثله كل الرسل عليهم الصلاة والسلام في صورة تقرير أو مناجاه رفعها نوح
إلى ربه سبحانه وتعالى، وكأنه يعتذر إليه من تلك القسوة التي ووجه بها، والتي حالت
بينه وبين النجاح في تحقيق ما طلب منه.
قال تعالى ـ
حاكيا على لسانه ما قام به من جهود ـ: ﴿رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي
لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي
كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ
وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ
إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ
لَهُمْ إِسْرَارًا﴾ [نوح: 5 - 9]
ثم ذكر
المعاني الجليلة التي كان يدعوهم إليها، وهي قاصرة على العبودية الخالصة لله،
الخالية من كل غرض، قال تعالى ـ حاكيا على لسانه ـ: ﴿فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ
لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ
لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ
خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (15) وَجَعَلَ الْقَمَرَ
نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 159