نام کتاب : السلفية والنبوة المدنسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 15
وهكذا يفعل
السلفيون الذين نشروا مئات الأحاديث التي تشوه الأنبياء، وتدنس معهم النبوة، ثم
تنصح الأمة بالاستفادة من ذلك التراث المملوء بتلك التشويهات.. وتذكر لهم أن من
أخذ به كان سنيا وسلفيا وناجيا.. ثم بعد أن تمتلئ عقول الناس وقلوبهم بكل تلك التشويهات
يأتي رجل في آخر الزمان، ويقول لهم: الحديث الفلاني فيه نكارة.. والآخر فيه علة..
وهو مع قوله ذلك لا يزال ينصح بقراءة تلك الكتاب التي تحوي تلك النكارات، وتنشر
تلك العلل.. ولا يزال يصر على أن أصحاب تلك الكتب سنة وسلفيون.
وكمثال على
ذلك كتاب تفسير الطبري الذي يعتبر أكبر مصدر لتدنيس النبوة والأنبياء، ومع ذلك نجد
ثناء أعلام السلفية عليه قديما وحديثا.
يقول الخطيب
البغدادي (المتوفى: 463هـ) ـ وهو من أعلام السلفية المتقدمين ـ في ترجمته لمحمد بن
جرير الطبري صاحب التفسير: (استوطن الطبري بغداد وأقام بِهَا إِلَى حين وفاته،
وكَانَ أحد أئمة العلماء: يحكم بقوله، ويرجع إلى رأيه لمعرفته وفضله. وكان قد جمع
من العلوم ما لم يشاركه فيه أحد من أهل عصره، وكان حافظا لكتاب الله، عارفا
بالقراءات، بصيرا بالمعاني، فقيها في أحكام القرآن، عالما بالسنن وطرقها، وصحيحها
وسقيمها، وناسخها ومنسوخها، عارفا بأقوال الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من
الخالفين في الأحكام، ومسائل الحلال والحرام، عارفا بأيام الناس وأخبارهم، وله
الكتاب المشهور في «تاريخ الأمم والملوك»، وكتاب في التفسير لم يصنف أحد مثله)[1]
وحكى الخطيب
هذه الرواية التي يهتم بها السلفية عند ذكرهم لهمم السلف،