نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 90
لكل منها تحيز يخصه وهو قدره ونهايته التي تحيط به، ويلزمه الحيز الذي
هو تقدير المكان وهو عدمي)[1]
وقد تبعه على هذا القول كل أتباعه من السلفية غير مدركين لمعنى المقولة،
يقول العثيمين: (كذلك أيضا: الجهة: هل الله في جهة؟ نقول: أما اللفظ فإننا نتوقف
فيه ومالنا وله، ولكن المعنى نستفصل: ماذا تريد في جهة؟ إن أردت الله تعالى في
جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف فهذا ممتنع وباطل، وإن أردت بذلك سفل ومخالطة
للمخلوقات فهذا أيضا باطل ممتنع على الله، فليس الله تعالى في جهة السفل، وليس في
جهة تحيط به إحاطة الظرف بالمظروف، وإن أردت أنه في جهة عليا عدمية لا تحيط به، ما ثم إلا هو
عزو وجل فهذا حق)[2]
ومثله قال محمد صديق خان القنوجي: (فإن قال القائل: إن الله في جهة قيل
له: ما تريد بذلك؟ أتريد أنه سبحانه في جهة موجودة تحصره وتحيط به مثل أن يكون في
جوف السموات، أم تريد بالجهة أمرا عدميا وهو ما فوق العلم فإنه ليس فوق العالم شيء
من المخلوقات، فإن أردت الجهة الوجودية، وجعلت الله محصورا في المخلوقات، فهذا
باطل، وإن أردت الجهة العدمية وأردت أن الله وحده فوق المخلوقات بائن عنها فهذا حق)[3]
ويقول ابن أبي العز: (وإن أريد بالجهة أمر عدمي، وهو ما فوق العالم، فليس
هناك إلا الله وحده، فإذا قيل إنه في جهة بهذا الاعتبار فهو صحيح)[4]
هذه هي الرؤية العقدية للمدرسة السلفية المرتبطة بالجهة والمكان.. وقد
سقنا أشهر أدلتهم عليها، وهي ـ كما رأينا ـ أيناأ
لا تستحق منهم كل تلك الأحكام المتشددة حول المخالفين