نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89
ثلج، فإذا حضر وقت كل صلاة قام على براثنه، وأقام عرفه تحت العرش، ثم
صفق بجناحيه كما تصفق الديكة في منازلكم، فلا الذي من النار يذيب الثلج، ولا الذي
من الثلج يطفئ الذي من النار، ثم نادى بأعلى صوته: لا إله إلا الله وحده لا شريك
له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سبوح قدوس رب الملائكة والروح، وأشهد أن محمدا
خير النبيين، فتسمعه الديكة في منازلكم فتصفق بأجنحتها فتقول كنحو من قوله، فهو
قول الله عز وجل في كتابه: ﴿وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ
صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ [النور: 41])[1]
ورووا عن رسول الله قوله: (العرش على ملك من لؤلؤة في صورة ديك رجلاه في التخوم
السفلى وعنقه مثنية تحت العرش، وجناحاه في المشرق والمغرب فإذا سبح الله ذلك الملك
لم يبق شيء إلا سبح)[2]
ولم تكتف المدرسة السلفية بتلك الجرأة على الحديث عن العوالم التي خلقها
الله من خلال أمثال تلك الروايات الغريبة الممتلئة بالتجسيم والتشبيه والخرافة، بل
راحت تضيف إلى العقائد الإسلامية عقيدة خطيرة، لا يوجد عليها دليل لا من كتاب ولا
سنة ولا عقل.. وهي ما يسمونه [المكان العدمي]
وهو من الألفاظ العجيبة التي اخترعها ابن تيمية، وتبعه عليها أتباعه من
غير وعي منهم للمحالات العقلية التي ترتبط بها.. فكيف يكون مكانا، ثم يكون
معدوما.. أو كيف تكون جهة، ثم تكون معدومة؟
قال ابن تيمية: (وإن أريد بما يتوجه منه أو يتوجه إليه ما يراد بالحيز
الذي هو تقدير المكان فلا ريب أن هذا عدم محض)[3]، وقال:
(بل يجب في سائر الذوات المتحيزة أن يكون