نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79
إيمانهم بالشهادتين فتكون رواية (أين الله ) شاذة)[1]
هذا هو أقوى دليل يستدل به السلفيون على هذه المسألة الخطيرة، وقد رأينا
مدى ضعفه، ومخالفته للأصول والقواعد العامة.. ولكنهم كما ذكرنا لا يبالون بضعف
الدليل أو قوته.. فالدليل عندهم هو ما ذكره سلفهم،لا ما ذكره رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم)، ولا ما ذكره القرآن الكريم..
ولا ما دل عليه قبل ذلك العقل والفطرة السليمة.
المكان:
لم يكتف السلفيون بإثبات الجهة لله غير مراعين لما يؤديه ذلك من محالات
عقلية ومخالفات نصية.. بل راحوا يثبتون لله تعالى المكان المحدد المضبوط.. ثم
راحوا يعتبرون ذلك من أصول العقائد.. ثم راحوا يكفرون كل جاحد لذلك.
وقد ألفوا في مكان الله كما ألفوا في جهته الكثير من الكتب والرسائل،
ومنها كتاب [العرش وما ورد فيه] لأبي جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة (ت297هـ)،
ومنها ـ وهو أشهرها ـ [كتاب العرش] للذهبي (748هـ)، بالإضافة للرسالة العرشية لابن
تيمية.
والمستند الوحيد الذي يستندون إليه في ذلك ـ بالإضافة للأحاديث التي
تلقوها من كعب الأحبار وغيره من المجسمة ـ قوله تعالى: ﴿لرَّحْمَنُ عَلَى
الْعَرْشِ اسْتَوَى ﴾ [طه: 5]، وما هو نظير لها.
وهم لذلك يصرحون بأن العرش هو مكان الله، وأنه ما خلقه إلا ليجلس عليه، وقد رووا في ذلك عن أبي
رزين العقيلي قوله: قلت: يا رسول الله أين كان ربنا قبل أن يخلق خلقه، قال: (كان
في عماء، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشه على الماء)[2]
[2] رواه الترمذي في سننه، (5/288، حديث 3109)، وابن ماجه في سننه:
(1/ 64)، والإمام أحمد في مسنده: (4/ 11، 12)، وابن أبي عاصم في السنة (1/ 271)،
وابن جرير الطبري في تفسيره: (12/ 4)، قال الترمذي: حديث حسن، والحديث أورده
الذهبي في العلو، وحسن إسناده..
نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 79