نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 253
أنَّ القول الأول باطل مخالف لطريقة السلف في الصفات، وانظر كلامه رحمه
الله في (مختصر الصواعق المرسلة)[1]
وقال الشيخ عبد العزيز بن بار معقباً على الحافظ ابن حجر لَمَّا تأوَّل
صفةً من صفات الله: (هذا خطأ لا يليق من الشارح، والصواب إثبات وصف الله بذلك
حقيقة على الوجه اللائق به سبحانه كسائر الصفات، وهو سبحانه يجازي العامل بمثل
عمله، فمن مكر ؛ مكر الله به، ومن خادع ؛ خادعه، وهكذا من أوعى ؛ أوعى الله عليه، وهذا
قول أهل السنة والجماعة ؛ فالزمه ؛ تفز بالنجاة والسلامة، والله الموفق)[2]
وسئل الشيخ العثيمين: هل يوصف الله بالخيانة والخداع كما قال الله تعالى:
﴿يُخَادِعُونَ اللهَ
وَهُوَ خَادِعُهُمْ﴾ فأجاب بقولـه: (أما الخيانة ؛ فلا يوصف الله بها أبداً ؛ لأنها ذم بكل
حال ؛ إذ إنها مكر في موضع الإئتمان، وهو مذموم ؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ
فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ﴾ [الأنفال: 71]، ولم يقل: فخانهم .
وأما الخداع ؛ فهو كالمكر، يوصف الله تعالى به حين يكون مدحاً، ولا يوصف به على
سبيل الإطــلاق ؛ قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ
خَادِعُهُـمْ﴾ [النساء: 142])[3]
ومن الصفات المرتبطة بهذا ما يسمونها صفة [الْمُمَاحَلَةُ وَ الْمِحَالُ]،
ويستدلون لها بقوله تعالى: ﴿وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ﴾ [الرعد :13]، والتي تعني
كما فسرها علماء اللغة: شديد الكيد والمَكْر[4].
قال الشيخ زيد بن فياض: (وفي هذه الآيات إثبات وصف الله بالمَكْر والكيد
والمُمَاحلة، وهذه صفات فعلية تثبت لله كما يليق بجلاله وعظمته، قولـه: ﴿وَهُوَ شَدِيدُ