وروى أبو الشيخ في العظمة هذه الرواية: (يطوي الله عز وجل السموات السبع
بما فيهن من الخلائق والأرضين بما فيهن من الخلائق يطوي كل ذلك بيمينه فلا ُيرى من
عند الإبهام شيء ولا يرى من عند الخنصر شيء فيكون ذلك كله في كفه بمنزلة خردلة)[2]
وقد علق ابن القيم على أمثال هذه الروايات بقوله: (إذا كانت السموات
السبع في يده كالخردلة في يد أحدنا، والأرضون السبع في يده الأخرى كذلك فكيف يقدره
حق قدره من أنكر أن يكون له يدان فضلاً عن أن يقبض بهما شيئاً، فلا يد عند المعطلة
ولا قبض في الحقيقة وإنما ذلك مجاز لا حقيقة له، وللجهمية والمعطلة من هذا الذم
أوفر نصيب)[3]
الحاجة
والافتقار:
وهي من الصفات التي يخرج بها من قرأ العقائد السلفية من مصادرها، فالله
عندهم يفتقر إلى الوسائل والأدوات ليحقق حاجاته ومطالبه، بل يفتقر إلى الدار التي
يسكن فيها، والعرش الذي يقعد عليه.. وقد رأينا في هذا الفصل ما ذكروه من احتياج
الله إلى الفم واللسان ليتكلم.. وذكرنا في فصل سابق ما ذكروه من احتياج الله
للعينين ليرى، والدار ليسكن، والعرش ليقعد.
وهكذا نرى ذكرهم لحاجته إلى الرجلين ليتنقل، فمن صفات الله عندهم صفة
[المشي والهرولة]، وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء حول هذه
الصفة، فأجابت: (نعم صفة الهرولة على نحو ما جاء في الحديث القدسي الشريف على ما
يليق به قال تعالى: (إذا تقرب إلي العبد شبراً تقربت إليه ذراعاً وإذا تقرب إلي
ذراعاً تقربت منه باعاً وإذا أتاني