نام کتاب : السلفية والوثنية المقدسة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 157
يعتبرون إنكارها، أو تأويلها تجهما وتعطيلا.
وهم يستخدمون القرآن الكريم لتسويق هذه الجارحة، والآية التي يستخدمونها
لذلك هي قوله تعالى: ﴿يَوْمَ
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ﴾
[القلم: 42]
ومع كونها واضحة في الدلالة على شدة أهوال يوم القيامة.. كما قال الشاعر:
كَشَفَتْ لهـمْ عن سَــاقِها وبـَدَا
من الشَّـرِّ صُراحُ
ومع أن ابن عباس فسرها بذلك، فقال: (هو يوم كربٍ وشدةٍ )[1]
ومع أن أعلام العربية قالوا بذلك، كما قال الزمخشريّ: (يوم يكشف عن ساق
في معنى يوم يشتدُ الأمر ويتفاقم، ولا كشف ثَمَ ولا ساق، كما تقول للأقطع الشحيح
يده مغلولة ولا يد ولا غل وإنما هو البخل، وأما من شّبه فلضيق عطنه وقلة نظره في
علم البيان)[2]
فمع هذا وغيره إلا أن السلفية أولهم وآخرهم يحرصون على أن يفسروا الساق
في الآية بالجارحة، ويعتبرونها من الصفات أو الأعضاء التي يتركب منها الله تعالى.
وقد عبر عن هذا الفهم السلفي التجسيمي ابن القيم، فقال: (.. ومن حمل
الآية على ذلك ـ أي أنها صفة الرحمن ـ قال: قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ
عَنْ سَاقٍ﴾ [القلم: 42] مطابق لقوله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) يكشف عن ساقه .. وتنكيره للتعظيم والتفخيم كأنه قال: (يكشف عن ساق عظيمة)،
قالوا وحمل الآية على الشدة لا يصح بوجه، فإن لغة القوم أن يقال كشفت الشدة عن
القوم، لا كشفت عنها، كقوله تعالى: ﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ
الْعَذَابَ﴾ [الزخرف: 50] العذاب هو المكشوف، لا المكشوف عنه، وأيضا فهناك
تحدث شدة لا تزول إلا بدخول